إحصاء 23 كارثة مناخية كبرى في الولايات المتحدة هذا العام
في رقم قياسي
أعلنت وكالة حكومية أمريكية، الاثنين، أن الولايات المتحدة شهدت 23 حدثا مناخيا تسبب كل منها في أضرار تفوق مليار دولار منذ بداية العام، وهو رقم قياسي.
بدأت الوكالة الأمريكية لمراقبة المحيطات والغلاف الجوي بإحصاء هذه الكوارث المناخية الكبرى في عام 1980، وتم تسجيل الرقم القياسي السابق في عام 2020، عبر 22 حدثا مناخيا، وفق وكالة فرانس برس.
في المجمل، منذ بداية عام 2023، تسببت هذه الأحداث المناخية الكبرى في أضرار تزيد على 57,6 مليار دولار في الولايات المتحدة، وهو ما يظل أقل مما كان عليه في السنوات الأخرى، لأن الرقم القياسي لا يشمل القيمة الإجمالية للأضرار، ولكنه يشمل عدد الأحداث المناخية المنفصلة.
في العام الماضي تسببت 18 ظاهرة مناخية كبرى في أضرار تجاوزت 165 مليار دولار في البلاد وخصوصا بسبب الإعصار إيان الذي دمر فلوريدا (أكثر من 112 مليار دولار وحده).
ولكن كان عام 2017 هو الأكثر تكلفة (383,7 مليار دولار قيمة الأضرار) جراء إعصاري هارفي وإيرما.. ولن ينتهي العام الحالي قبل أربعة أشهر، ويتوقع أن يرتفع عدد الكوارث المناخية لعام 2023 أكثر.
وتعرضت فلوريدا للإعصار إداليا في أغسطس، وهاواي لحريق مدمر في الشهر نفسه، وشمال شرق البلاد لموجة صقيع خلال الشتاء، وكاليفورنيا لفيضانات.
وفقًا للوكالة الأمريكية لمراقبة المحيطات والغلاف الجوي تسببت هذه الكوارث المناخية أيضا في مقتل ما لا يقل عن 253 شخصا.
وقالت رايتشل كليتوس من منظمة اتحاد العلماء في بيان، إن الرقم القياسي الجديد "يشكل أحدث تأكيد على اتجاه لحدوث كوارث مكلفة يحمل الكثير منها دليلا واضحا على تغير المناخ".
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.
في نهاية يوليو الماضي، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري، لقد حان عصر (الغليان العالمي)".